تعليم الرياضيات بطريقة الاكتشاف
كتاب روعة مفتاحك لرياضيات


المقدمة
شهدت نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين تقدما علمياً وتقنياً ومعلوماتياً هائلاً، وقد أدى هذا التقدم إلى تغيرات وتحولات سريعة ومتلاحقة أثرت على جميع مناحي الحياة من حولنا. ويعد العلم الركيزة الأساسية في مسيرة التقدم، ولا يخفى ما للرياضيات من أهمية بما تؤديه من دور في معظم المجالات العلمية الأخرى.

تعاريف ومصطلحات
· الرياضيات في مرحلة التكوين, كعلم تجريبي مبني على الاختبار والاكتشاف والتجريب.
· *الرياضيات كعلم استنتاجي, وهو مظهر متقدم, حيث يبدأ الطلبة تعلم الرياضيات على هذا الأساس عندما يكونوا قد خبروا الرياضيات وتعلموها في مراحلها الأولى بالاكتشاف والتجريب, حيث تكون المفاهيم والتعميمات قد اكتسبت معنى خاص لديهم. (أ.د.عزو عفانة وآخرون –استراتيجيات تدريس الرياضيات – 1428هـ 2007م).
· التعميمات: هي تعابير تتصف بالعمومية والشمول ويمكن تطبيقها واستخدام معناها وغالبا ما يجمع التعميم بين مفهومين أو أكثر.
· المسلمات(البديهيات): هي صيغ تقبل بدون برهان لأنه يفترض صحتها.
· النظريات: هي تقارير تثبت صحتها باستخدام التعاريف والمسلمات ونظريات اخرى سبق إثبات صحتها.
· الاستراتيجية: هي التتابع الزمني المجرد من الخطوات التي يستخدمها المعلم.
· الخطوة: هي مجموعة الأعمال التي يقوم بها المعلم أثناء عملية التعليم والتعلم.
· طرق التدريس: مجموعة الأفعال والأنشطة التي يقوم بها المعلم بقصد جعل التلاميذ يحققون أهدافاً تعليمية محددة. مع الأخذ في الاعتبار أن الأفعال التي يقوم بها المعلم لا تتم بمعزل عن سلوك التلاميذ وذلك لأن التداخل بين أفعال المعلم ونشاط التلاميذ كبير وهذا التداخل والتفاعل هو الذي يحدد شكل العمل التعليمي.( حسن يحي وسعيد المنوفي (1998، 85).
· التعلم والتعليم"التعلم مجهود شخصي ونشاط ذاتي يصدر عن المتعلم نفسه وقديكون كذلك بمعونةٍ من المعلم وإرشاده" (الخلايلة واللبابيدي، ص 9-10، 1990)
التعليم هو "مجرد مجهود شخصي لمعونة شخص آخر على التعلم. والتعليم عملية حفزٍواستثارةٍ لقوى المتعلم العقلية ونشاطه الذاتي وتهيئة الظروف المناسبة التي تمكنالمعلم من التعلم. كما أن التعليم الجيد يكفل انتقال أثر التدريب والتعلم وتطبيقالمبادئ العامة التي يكتسبها المتعلم على مجالات أخرى ومواقف مشابهة" (الخلايلةواللبابيدي، ص 10، 1990).



الأهداف العامة لتدريس الرياضيات
1- تفسير الظواهر الطبيعية ومعرفة إمكانيات البيئة والمجتمع.
2- استخدام الأساليب الرياضية في البحث والتفسير واتخاذ القرارات المتعلقة بالنواحي الرياضية و الإنسانية.
3- توظيف الرياضيات بكفاءة لتكوين المواطن المستنير في الناحية الإنتاجية والاستهلاكية.
4- استخدام لغة الرياضيات في التعبير عن النفس والاتصال بالآخرين.
5- الإفادة من الرياضيات في معرفة مدى إسهامها في الحياة كعلم و فن وثقافة.
6- إدراك دور الرياضيات في التقدم العلمي وفي المواد الدراسية الأخرى.
7- تنمية أساليب التفكير وحل المشكلات.
تاريخ التدريس بالاكتشاف:
تعود فكرة التعلم بالاكتشاف إلى العصور القديمة حين استخدمها سقراط مع تلاميذه لكي يدفعهم إلى اكتشاف ما يريد تعليمهم من قيم ومعرفة وفضيلة، وأطلق عليها الطريقة السقراطية نسبة إلى سقراط. واستمرت هذه الطريقة في محاورات تلميذه أفلاطون، وكذلك استخدمها أرسطو.
وبرز هذا الأسلوب في التعليم الإسلامي، حيث انتهج الرسول صلي الله عليه وسلم أسلوب الحوار والاستنتاج في إثارة انتباه الصحابة وتوجيه تفكيرهم، لإدراك ما يريد تعليمه لهم من تعاليم الدين الإسلامي، " أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقي من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء، قال فذلكم مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا "
ويعد برونر أول المتحمسين لطريقة الاكتشاف في التعليم والتعلم حيث يرى أن التعليم في الرياضيات ليس مسألة اكتساب مجموعة من الحقائق المفصلة وحفظها بل هو عملية تشجيع الاستبصار وتعزيزه في بنية هذا الحقل لاكتساب نظرة شاملة حول العلاقات المتبادلة بين الظواهر بنفسه وليس نقلها له، فالغاية في التعلم لا تكمن في اكتساب الحقائق والمعلومات ذاتها بل في القدرة على استخدامها. (عصام روفائيل ومحمد يوسف (2001، 95)

 بشر ى العمار